غادر جوزيه الأهلى بعد رحلة طويلة نجح فيها كثيراً وأخفق أحياناً وسانده الجميع ووقفوا بجانبه، وأولهم مجلس إدارة الأهلى الذى وفر له لبن العصفور، وتغاضى عن كثير من أخطائه وزلاته وتنازل على غير عادته عن الكثير من مبادئه حتى تسير المركب بنجاح للوصول لبر الأمان والحصول على البطولات.
وقف بجانبه أيضاً الجمهور وهو الأداة التى استعملها الرجل بذكاء يحسد عليه، فقد انخرط معهم فى علاقة هى الأقوى فى تاريخ الأهلى بين مدرب وجماهير، فاستقبلهم فى مقر إقامته وتبادل معهم الزيارات والاتصالات وضغط بهم كثيراً على الإدارة بل واللاعبين فتحقق له كل ما أراد، خصوصاً مع تغير لغة الخطاب من التصفيق والتهليل فى المدرجات إلى الرسائل والمجموعات على المنتديات ومواقع الإنترنت، فعرف الرجل كيف يوظف هذه العلاقة بمنتهى الذكاء لصالحه،
وأيضاً لصالح الفريق وأيضاً لن يأتى للأهلى فى المستقبل القريب مدرب يستطيع أن يقيم علاقة وثيقة مع بعض نجوم الفريق الكبار أمثال بركات وأبوتريكة مثل هذا الرجل، الذى نجح تماماً فى أن يجعل ولاء هذين النجمين الأول له، وما أدراك ما قوتهما وتأثيرهما على فريق الأهلى وجماهيره، فضمن بذلك العصا الطولى داخل الفريق،
ولكن بعيداً عن كل ذلك يجب علينا أن نعترف أن الرجل حقق مع الأهلى ما لن يقدر عليه أبداً مدرب غيره من حيث عدد البطولات والعروض الجيدة، والفوز على الزمالك المنافس التقليدى، وأيضاً فى كيفية إدارة المباريات الصعبة، حيث نجح فى الفوز بمباريات كانت شبه مستحيلة مثل الصفاقسى التونسى فى نهائى أفريقيا بتونس، وقبلها الترجى التونسى فى نفس البطولة وغيرهما من المباريات المهمة، كما نجح الرجل أيضاً فى اكتشاف فلافيو بعد أن صبر كثيراً عليه، رغم الهجوم الضارى الذى تعرض له فى بداية مشواره مع الأهلى، حتى أصبح المهاجم الأول بل هداف الفريق بجدارة،
ونجح أيضاً فى زرع ثقافة البطولة داخل وجدان الفريق مما كان له أثر إيجابى على المنتخب الوطنى، فحقق بطولتى أفريقيا عامى ٢٠٠٦ و٢٠٠٨ وهو أمر طبيعى، لأنه يضم العدد الأكبر من لاعبى الأهلى، ورغم اختلافى الشخصى مع جوزيه وأيضاً الفنى فى عدم اعتماده على الناشئين وتفضيله اللاعب الجاهز مما أصاب قطاعات الناشئين بالإحباط المستمر، وأيضاً دخوله فى معارك وهمية مع الإعلام كان فى غنى عنها تماماً، بل إننى أتصور أنه سعى جاهداً لبعضها وكأنها جزء من شخصيته وهو إثارة الجدل،
وبالتالى إثارة فريق الكرة قد تكون وسيلة أو أسلوباً جديداً أرجو أن يشرحه لنا جوزيه قبل رحيله أقول إنه رغم اختلافى الشديد معه إلا أننى لا أملك إلا أن أوجه له الشكر والتحية لما قدمه طوال السنوات الماضية للأهلى والكرة المصرية وأتمنى له النجاح فى مشواره المقبل مع المنتخب الأنجولى بعيداً عن المنتخب المصرى، وأن أقول له إننا نشعر أنه عائد قريباً جداً بعد انتهاء عمله مع المنتخب الأنجولى، لأننا سنفتقده بشدة وسيكون صعباً علينا ألا نهاجمه مستقبلاً.. فمن غير المعقول أن يختفى فجأة من حياتنا جوزيه ومرتضى منصور يعنى ممكن نهاجم مين فى الفترة المقبلة.
* استفزنى بشدة تصريح حازم إمام ناشئ نادى الزمالك حول الراتب الذى يحصل عليه وقيمة عقده مع الفريق، ويبدو أن الإعلام مصمم على إفساد أهم وأجمل تجربة عاشتها الكرة المصرية الموسم الرياضى الحالى وهى حازم إمام وعلاء على وأحمد الميرغنى ناشئو الزمالك الذين أعطونا الأمل فى مستقبل مشرق لكرة القدم المصرية، وأيضاً فى قطاعات الناشئين بالأهلى والزمالك وباقى الأندية، فاللاعب الذى رشحه البعض للانضمام للمنتخب الوطنى، بعد المستوى الرائع الذى ظهر عليه طوال الفترة الماضية، وأيضاً اهتم نادى الزمالك كثيراً بتوقيع عقد جديد معه يوازى موهبته ويؤكد احترام النادى له، وقع فى فخ التصريحات الصحفية الغاضبة حول فلوسه ومكافآته،
وطالب إدارة النادى بالتدخل وإلا فلا لوم عليه، ولكنه عاد فأكد أنه يحب الزمالك وهى إسطوانة مشروخة سئمنا ومللنا من كثرة سماعها، وأنا أقول لحازم وزملائه: إنكم كنتم تحلمون بالفرصة واللعب مع الفريق الأول حتى وإن دفعتم «فلوس»، والآن أصبحتم على أبواب النجومية وبالتأكيد سيقدركم الزمالك ويقف بجواركم، لأنه فى أشد الاحتياج إليكم، فأنتم أبناؤه القادرون على إعادته من جديد لمسيرة البطولات والانتصارات، التى غابت كثيراً عن الزمالك، لذلك أطالب حازم إمام وزملاءه الصغار بأن يفرحوا بالتألق والمستوى الذى قدموه وأن يتركوا لإدارة الزمالك مسألة التعاقد والرواتب، فهى بالتأكيد لن تظلمكم بل العكس سيحدث لأنكم أبناء الزمالك وأمله اليوم وغداً.
* كعادتى مع نهاية الموسم الكروى أستعد دائماً لكشف حساب الموسم الرياضى الكروى، فبدأنا نفكر من هو نجم الموسم ومن هو أفضل لاعب وعدد مشاركات اللاعبين، خصوصاً النجوم، وتأثيرهم على الفريق والنجاحات التى حققها كل لاعب مع فريقه وعدد الأهداف المؤثرة، وكان من الطبيعى أن نتوقف فى الإسماعيلية عند عمر جمال وأحمد خيرى، وفى الأهلى عند بركات وأبوتريكة، أما الزمالك فللأسف لم نجد أحدا على الإطلاق، فهداف الفريق مثلا شريف أشرف ويليه محمود فتح الله برصيد لا يتعدى ٦ أهداف!!
ولكن ما أثار اهتمامى واستغرابى هو محمود عبدالرازق، أو كما يقولون «شيكابالا»، حيث اكتشفت أنه لم يشارك سوى فى عدد محدود جداً من المباريات، كما أنه لم يسجل سوى هدف واحد فى بطولة الدورى العام، والأغرب من ذلك الكم الرهيب من الإيقافات والإحالة للتحقيق لهذا اللاعب، ولن أقول الموهوب أو النجم، لأن الموهبة والنجومية لها رجالها، ويبدو أن شيكابالا مصمم على الخروج من هذه الدائرة والاكتفاء بالضحك والهزار والغياب المتعمد عن التدريب وإثارة المشاكل، والحقيقة أن المشكلة ليست شيكابالا، بل فى القائمين عليه،
فاللاعب ذو ثقافة محدودة وهذا معروف للجميع، لذلك كان ينبغى على إدارة الزمالك أن تقف بجواره وتغير له من أسلوب حياته وتعلمه وتثقفه وهذا يحدث فى كل أنحاء العالم مع العديد من اللاعبين، ولكن لأننا نهمل تماماً الجانب النفسى نجدنا نخسر سنوياً العديد من المواهب الرائعة فى كل المجالات ليست الكروية فقط، وبدلا من أن نرعاها ونساندها نحطمها ونقضى عليها، ويبدو أن هذا ما سيحدث مع شيكابالا فى المستقبل القريب، وإلا بالله عليكم أرجوكم أن تجيبونى أين جمال حمزة مهاجم الزمالك، والذى توقع الجميع له مستقبلاً رائعاً وأن يكون مهاجم مصر الأول؟!
فقط عليك بمقارنة بسيطة بينه وبين عماد متعب، نجم النادى الأهلى لترى الفارق الكبير بين التعامل فى الأهلى والتعامل فى الزمالك، وبين ما حققه متعب رغم صغر سنه نسبياً وما وصل إليه جمال حمزة رغم موهبته الكبيرة، فهل يا ترى سنقف لنسأل ونجيب عن السؤال،
لماذا تضيع من بين أيدينا مواهب مثل حمزة وشيكابالا؟ ومن المسؤول عن خسارة منتخب مصر لمثل هؤلاء اللاعبين الذين يشكلون قوة عظمى فى عالم الكرة لو أحيطوا بالرعاية والاهتمام.. أخشى أن يكون الوقت قد مر وفات ونبكى كالعادة على اللبن المسكوب.